المثل حكمة أو عبرة أو غيرهما مما لاقى قبولا واستحسانا مطلقا من مجتمعه المنتج له مع إيجاز نصّه و جمال لفظه و كثافة معانيه واستحالة تحديد زمانه ومكانه بدقة متناهية.
و لقد عرفه علماء اللغة والأدب بجملة من التعاريف تتقارب معانيها مثل:
كلام مركب شبه مورده بمضربه.
لفظ يخالف المضروب له ويوافق معناه معنى اللفظ.
قولٌ سائرٌ يُشبّه به حال الثّاني بالأوّل والأصل فيه التّشبيه.
لفظٌ يُخالف المضرُوب له و يُوافق معناه معنى ذلك اللّفظ.
جملةٌ من القول مقتضبةٌ من أصلها أو مرسلةٌ بذاتها، تتّسم بالقَبول و تشتهر بالتّداول فتنتقل عمّا وردت فيه إلى كلِّ ما يصحّ قصده بها، من غير تغييرٍ يلحقها في لفظها.
ولكي يكون المثل مثلا لا بد أن تجتمع فيه أربعةٌ أشياء:
إيجاز اللّفظ + إصابة المعنى + حسن التّشبيه + جودة الكناية.
ولا يختلف الحال بالنسبة للحسانية إلا أن الحدود تكاد تنعدم فيها بين المثل والعبارات المأثورة.
مع أن "الحسانية" لها خصائصها ومميزاتها التي منها بالنسبة للأمثال:
"سكي الكلمه اعل اظهره"(1) بأن يكون اللفظ مشتركا بين معنيين فيستعملون اللفظ ذي المعنى غير المقصود، مثل:
"أبرد من خشم ***"، "أطرش من عكبان آوكيره"، "أدبر امن احمير لعديله".
فكلمة أبرد تعني أنه حساس من البرد لا تعني كونه باردا مثلا، كما أن كلمة "أطرش" هنا ليست التي من الصمم، بل التي من الضرب على الوجه، و"أدبّر" هنا ليست من التدبير بل من الدّبَر.
كذالك يوجد في الأمثال الحسانية أيضا: "القلب" وإن كان بدرجة أقل مثل: "كل اغزال عند أمُّ خنوفة.
