ابــن الــشــهــيــد

أمـي ..

لـمـاذا أبـي .. إلـيـنـا لا يـعـود ..!؟

فـأنـا ..

فـي غـايـة الـشـوق إلـيـه

أرجـوك يـا أمـي .. خـذيـنـي إلـيـه

فـراق أبـي .. قـد آلـم قـلـبـي

وعـيـونـي .. لا تـنـفـك تـبـكـي عـلـيـه

كـم أود يـا أمـي .. أن أضـمـه

وألـقـي بـنـفـسـي .. بـيـن يـديـه
ولـدي حـبـيـبـي .. لا تـحـزن

وارفـع رأسـك عـالـيـاً ..

يـا قـرّة عـيـنـي

والـدك حـيـاً .. فـي الـسـمـاء

يـرفـل بـالـسـعـادة والـهـنـاء

مـع الـصـديـقـيـن والأنـبـيـاء

هـنـاك فـي الـجـنـة الـغـنـاء

إنـه يـرانـا .. ويـسـمـعـنـا

إنـه دائـمـاً .. مـعـنـا وبـجـوارنـا

ولـكـنـنـا يـا حـبـيـبـي .. لا نـراه

إن أبـاك شـهـيـداً ..

شـهـيـداً .. يـا ولـدي

مـا ذا يـعـنـي الـشـهـيـد يـا أمـاه ..

ولـمـاذا هـو فـي الـسـمـاء ..!؟

لـمَ لا يـأتـي إلـيـنـا .. كـي نـراه ..!؟

الـشـهـيـد يـا حـبـيـبـي ..

هـو ذاك الـفـارس الـذي ..
وهـب الروح

فـي سـبـيـل الأهـل والأحـبـاء

وذاد عـن بـلاده سـطـوة الأعـداء

لأجـل أن نـحـيـا فـي أرضـنـا

أعـزةً .. أحـراراً .. سـعـداء

الـشـهـيـد يـا ولـدي بـاخـتـصـار

هـو ذاك الـمـجـاهـد الـعـظـيـم الـذي ..

روى الأرض بـدمـائـه الـزكـيـّة

حـتـى أيـنـعـت عـزاً .. وفـخـار

فـعـنـدمـا تـكـبـر يـا حـبـيـبـي

سـتـدرك جـيـّداً قـدر الـشـهـيـد

وتـفـهـم مـعـنـى الـفـداء والانـتـصـار

أجل .. يـا أمـي

أنـا أيـضـاً ..

أريـد أن أحـمـيـك
وأحـمـي رفـاقـي الـصـغـار

مـن سـطـوة الأشـرار

لا أريـدهـم يـا أمـي .. أن يـدوسـوا ..

تـلـك الـوردة الـجـمـيـلـة الـتـي زرعـتـهـا ..

فـي حـديـقـة الـدار

تـلـك الـوردة الـتـي ..

كـنـت أود أن أهـديـهـا أبـي

لـو أنـّه عـاد ذات نـهـار

ولـكـنـنـي الآن ..

أرغـب أن أذهـب إلـيـه

هـنـاك .. فـي الـسـمـاء

أريـد أن أهـديـه ..

وردتـه الـجـمـيـلـة الـبـيـضـاء

أريـده أن يـرى صـورتـه الـتـي ..

رسـمـتـهـا لـه

أريـد أن أحـتـضـنـه .. وأعـانـقـه

لـقـد اشـتـقـت إلـيـه .. كـثـيـراً يـا أمـي

فـهـلاّ سـمـحـت لـي ..

بـالـذهـاب إلـى هـنـاك ..

إلـى الـسـمـاء

فـأنـا أرغـب .. أن أكـون أيـضـاً

مـثـل أبـي ..

شـهـيـداً .. مـن الـشـهـداء