الشافعي الصحراوي
الــــجــنـس : الــعــضــويـة : 01 الـمساهمات : 4623
| موضوع: العاشق المخدوع -إليا أبو ماضي الأحد 06 مارس 2011, 20:33 | |
| العاشق المخدوع
أبصرتها في الخمس و العشر.........فرأيت أخت الرئم و البدر عذراء ليس الفجر والدها.........و كأنّها مولودة الفجر بسّامة في ثغرها درر.........يهفو إليها الشاعر العصري و لها قوام لو أشبّهه.........بالغصن باء الغصن بالفخر مثل الحمامة في وداعتها.........و كزهرة انّسرين في الطهر مثل الحمامة غير أنّ لها.........صوت الهزار و لفتة الصقر
... شاهدتها يوما وقد جلست.........في الرّوض بين الماء و الزهر ويد الفتى " هنري " تطوّقها.........فحسدت ذاك الطّوق في الخصر
و حسدت مقلته و مسمعه.........لجمالها و كلامها الدرّي أغمضت أجفاني على مضض.........و طويت أحشائي على الجمر و خشيت أنّ الوجد يسلبني.........حلمي ، و يغلبني على أمري فرجعت أدراجي أغالبه......... باليأس آونة و بالصّبر ثمّ انقضى عام و أعقبه......... ثان و ذاك السرّ في صدري فعجبت ، منّي كيف أذكرها.........و قد انقضى حولان من عمري خلت اللّيالي في تتابعها.........تزري بها عندي فلم تزر زادت ملاحتها فزدت بها.........كلفا ، و موجدة على " هنري "
... و سئمت داري و هي واسعة.........فتركتها و خرجت في أمر فرأيت فتيان الحمى انتظموا .........كالعقد ، أو كالعسكر المجر يتفكّهون بكلّ نادرة و على .........الوجوه علائم البشر ساروا فأعجبني تدفّقهم.........فتبعتهم أدري و لا أدري ما بالهم ؟ و لأية وقفوا ؟.........لمن البناء يلوح كالقصر أوّاه ! هذي دار فاتنتي......... من قال ما للشمس من خدر و عرفت من " فرجين " جارتها.........ما زادني ضرّا على ضرّ قد كان هذا يوم خطبتها......... يا أرض ميدي ! يا سما خرّي و رأيت ساعدها بساعده.........فوددت لو غيّبت في قبر
و شعرت أن الأرض واجفة.........تحتى ، و أنّ النار في صدري و خشيت أنّ الوجد يسلبني.........حلمي و يغلبني على أمري فرجعت أدراجي أغالبه......... اليأس آونة و بالصّبر
... قالوا : الكنيسة خير تعزية.........لمن ابتلي في الحبّ بالهجر فنذرت أن أقضي الحياة بها.........و قصدتها كيما أفي نذري لازمتها بدرين ما التفتت......... عيني إلى شمس و لا بدر أتلو أناشيد النبيّ ضحى.........و أطالع الإنجيل في العصر حينا مع الرهبان ، آونة.........وحدي ، و أحيانا مع الحبر في الغاب فوق العشب مضطجعا.........في السّفح مستندا إلى الصّخر في غرفتي ، و الريح راكدة.........بين المغارس ، و الصّبا تسري حتى إذا ما القلب زايلة......... تبريحه ، و صحوت من سكري و سلوتها و سلوت خاطبها.........و ألفت عيش الضنك و العسر عاد القضاء إلى محاربتي.........ورجعت للشكوى من الدهر
... في ضحوة وقف النسيم بها.........متردّدا في صفحة النهر كالشاعر الباكي على طلل.........أو قاريء حيران في سفر و الشمس ساطعة و لامعة.........تكسو حواشي النهر بالتبر و الأرض حالية جوانبها.........بالزّهر من قان و مصفرّ فكأنّها بالعشب كاسية.........حسناء في أثوابها الخضر و علا هتاف الطير إذ أمنت.........بأس العقاب و صوله النسر تتلو على أهل الهوى سورا.........ليست بمنظوم و لا نثر يحنو الهزار على أليفته.........و يداعب القمريّة القمري و انساب كلّ مصفّق عذب.........و اهتزّ كلّ مهفهف نضر فتذكّرت نفسي صبابتها......... ما أولع المهجور بالذّكر أرسلت طرفي رائد فجرى.........و جرى على آثاره فكري حتى دوى صوت الرئيس بنا.........فهرعت و الرهبان في إثري و إذا بنا نلقى كنيستنا.........بالوافدين تموج كالبحر و إذا " بها " و إذا الفتى هنري.........في حلّة بيضاء كالفجر تمشي بين ذي أدب.........حلو ، و بين مليحة بكر رفع الرئيس عليها يده.........و أنا أرى و يدي على صدري يا قلب ذب ! يا مهجتي انفطري.........يا طرف فض بالأدمع الحمر أغمضت أجفاني على مضض.........و طويت أحشائي على الجمر و خشيت أنّ الوجد يسلبني.........حلمي ، و يغلبني على أمري فرجعت أدراجي أغالبه......... باليأس آونة و بالصبر و خرجت لا ألوي على أحد.........و رضيت بعد الزّهد بالكفر
... أشفقت من همّي على كبدي.........و خشيت من دمعي على نحري فكلفت بالصهباء أشربها.........في منزلي ، في الحان ، في القفر أبغي الشفاء من الهموم بها.........فتزيدني وقرا على وقر و تزيدني و لعا بها و هوى.........و تزيدني حقدا على هنري قال الطبيب و قد رأى سقمي :.........لله من فعل الهوى العذري ما لي بدائك يا فتى قبل.........السحر محتاج إلى سحر و مضى يقلّب كفّه أسفا.........و لبثت كالمقتول في الوكر ما أبصرت عيناي غانية......... إلاّ ذكرت إلى الدمى فقري
... و سئمت داري و هي واسعة.........فتركتها و خرجت في أمر فرأيتها في السوق واقفة.........و دموعها تنهلّ كالقطر في بردة كاللّيل حالكة......... لهفي على أثوابها الحمر فدنوت أسألها وقد جزعت.........نفسي ، وزلزل حزنها ظهري قالت : قضى هنري ! فقلت : قضى.........من كاد لي كيدا و لم يدر لا تكرهوا شرّا يصيبكم......... فلربّ خير جاء من شرّ رهفا هواها بي فقلت لها :.........قد حلّ هذا الموت من أسري قالت : و من أسري ! فقلت : إذن.........لي أنت ؟ قالت : أنت ذو الأمر فأدرت زندي حول منكبها.........و لثمتها في النحر و الثّغر و شفيت نفسي من لواعجها.........و تأرت بالتصريح من سرّي ثمّ انثنيت بها على عجل......... باب الكنيسة جاعلا شطري و هناك باركني و هنّأني.........من هنّأوا قبلي الفتى هنري
... من بعد شهر مرّ لي معها.........أبصرت وضح الشيب في شعري ما كنت أدري قبل صحبتها.........أنّ المشيب يكون في شهر فكرت في هنري و كيف قضى.........فوجدت هنري واضح العذر يا طالما قد كنت أحسده.........و اليوم أحسده على القبر
عدل سابقا من قبل الشافعي الصحراوي في الإثنين 19 ديسمبر 2011, 17:48 عدل 1 مرات | |
|
منعم 3000
الــــجــنـس : الــعــضــويـة : 53 الـمساهمات : 270
| موضوع: رد: العاشق المخدوع -إليا أبو ماضي الإثنين 07 مارس 2011, 17:17 | |
| شكرا لك على المشاركة الرائعة | |
|
محمد توهران
الــــجــنـس : الــعــضــويـة : 27 الـمساهمات : 558
| موضوع: رد: العاشق المخدوع -إليا أبو ماضي السبت 12 مارس 2011, 20:15 | |
| | |
|
???? زائر
| موضوع: رد: العاشق المخدوع -إليا أبو ماضي السبت 23 أبريل 2011, 23:14 | |
| |
|
الشافعي الصحراوي
الــــجــنـس : الــعــضــويـة : 01 الـمساهمات : 4623
| موضوع: رد: العاشق المخدوع -إليا أبو ماضي الثلاثاء 16 أغسطس 2011, 21:41 | |
| شكرا لك على المشاركة الرائعة | |
|
عزف الحروف
الــــجــنـس : الــعــضــويـة : 660 الـمساهمات : 197
| موضوع: رد: العاشق المخدوع -إليا أبو ماضي الثلاثاء 14 أغسطس 2012, 12:14 | |
| كلماااات شااااعرية مرة روووعة طرح يفوق الجمال والابداع
شاكــر لك هذا الطرح الرائع والمتميز
كل الود والتقدير لك .. | |
|