أَلَمْ
تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مَا
هُمْ مِنْكُمْ وَلا مِنْهُمْ وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ وَهُمْ
يَعْلَمُونَ (14) أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذَاباً شَدِيداً إِنَّهُمْ
سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (15)
شرح الكلمات:
[size=25]ألم تر إلى الذين تولوا: أي ألم تنظر إلى المنافقين الذين تولوا.
قوما غضب الله عليهم :أي اليهود.
ما هم منكم ولا منهم: أي ما هم منكم أيها المؤمنون ولا منهم أي من اليهود بل هم مذبذبون.
ويحلفون على الكذب وهم :أي يحلفون لكم أنهم مؤمنون وهم يعلمون أنهم غير مؤمنين.
يعلمون
إنهم ساء ما كانوا يعملون: أي قبح أشد القبح عملهم وهو النفاق والمعاصي.
معنى الآيات:
في
هذه الأيام التي نزلت فيها هذه السورة كان النفاق بالمدينة بالغاً أشده،
وكان اليهود كذلك كثيرين ومتحزبين ضد الإسلام والمسامين وذلك قبل إجلائهم
من المدينة ففي هذه الآية يحذر الله تعالى رسوله والمؤمنين من العدوين معاً
ويكشف الستار عنهم ليظهرهم على حقيقتهم ليحذرهم المؤمنون فيقول تعالى
{أَلَمْ تَرَ1} أي تنظر يا رسولنا إلى الذين تولوا قوماً غضب2 الله عليهم
وهم اليهود تولاهم المنافقون ولاية نصرة وتحزب ضد الرسول والمؤمنين. يقول
تعالى هؤلاء المنافقون ما هم منكم أيها المؤمنون ولا منهم من اليهود بل هم
مذبذبون حيارى يترددون بينكم وبين اليهود معكم في الظاهر ومع اليهود في
الباطن.
وقوله تعالى: {وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ3}
أي أنهم كاذبون إذ كانوا يأتون رسول الله ويحلفون له أنهم مؤمنون به وبما
جاء به وهم يعلمون أنهم كاذبون إذ هم غير مؤمنين به ولا مصدقين. فتوعدهم
الله عز وجل بقوله: {أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذَاباً شَدِيداً} أي هيأ لهم
وأحضره وذلك يوم القيامة، وندد بصنيعهم وقبح سلوكهم بقوله إنهم ساء ما
كانوا يعملون ولذا أعد لهم العذاب
هداية الآيات:
من هداية الآيات:
1- حرمة موالاة اليهود.
2- حرمة الحلف على الكذب وهي اليمين الغموس.
3- من علامات استحواذ الشيطان على الإنسان تركه لذكر الله بقلبه ولسانه ولوعده ووعيده بأعماله وأقواله.
من كتاب ايسر التفاسير للشيخ ابو بكر الجزائرى[/size]