من
صفات
نبينا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم صفة الرحمة ورقة القلب،والرأفة
بالمؤمنين،ومشاركتهم في آلامهم وهمومهم،يصفه القرآن الكريم بانه (عَزِيزٌ
عَلَيْهِ
ما
عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ)فيؤلمه ويعز
عليه
أن
يصيب العنَتَ أحداً من المؤمنين،وهو حريص عليكم،فكان يودُّ أن يؤمن جميع
الناس،ويدخل كل البشر الجنة،ويتحسَّر على مَنْ لم يؤمن ويحزن،حتى نزل قوله
تعالى:(فَلَعَلَّكَ باخِعٌ)،أي قاتل نفسك على آثارهم،أي بعد توليهم
عنك،(إِنْ لَمْ
يُؤْمِنُوا بِهذَا الْحَدِيثِ أَسَفاً)،وقال تعالى:(لَعَلَّكَ باخِعٌ
نَفْسَكَ
أَلاَّ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ)وقال له ربه:(فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ
عَلَيْهِمْ
حَسَراتٍ)وكانت رحمته تسع حتى الكفار والمشركين،فحينما كانوا يؤذونه أشد
الأذى كان
يقول:اللهم إغفر لقومي فإنهم لا يعلمون.
ويرق
قلبه على الحيوانات،إصطاد أحد
أصحابه عصفوراً،لهواً وعبثاً،فقال(صلى الله عليه وآله وسلم) له:هل أنت
محتاج
للحمه؟،قال:لا؛قال(صلى الله عليه وآله وسلم):إستعد للمساءلة،فان هذا
العصفور
سيخاصمك عند رب العزة والجلال ويقول:خذ حقي من هذا،فانه قتلني من غير حاجة
للحمي.
كان
(صلى الله عليه وآله وسلم) خارجا مع جيش له واثناء سيرهم راى طائرا
يحلق
فوق رؤوس الجيش لا يفارقهم فجمع اصحابه وسالهم هل تعرفون من امر هذا الطائر
شيئا
فقال احدهم نعم يارسول الله مررنا اثناء مسيرنا بعش هذا الطائر ووجدت فيه
افراخا فاخذتها فهذه الام تتبعهم وتحوم حولهم فاوقف حركة الجيش وامر ذلك
الرجل
بارجاع الصغار إلى عشهم