العقيقة وتسمية المواليد الجدد التي يطلق عليها الصحراويون"لسم"، مع تشديد السين والميم.
في هذا الإطار التزم الصحراويون بالذبح على اسم المولود الجديد مع إطعام الناس وإكرامهم إشهارا لحدث الولادة الجديد، ومن بين الطقوس التي تصاحب هذا الحدث مسألة جنس المولود ذكر أم أنثى حيث تختلف الألقاب التي تطلق على الابن عند المجتمع الصحراوي فإذا كان المولود ذكرا يقال لأبيه (أمبارك العزري) أو (الله يعمل من أل زايد أجماعة) أما إذا كانت بنت فالتسمية تكون على النحو التالي حيث يقال فلان (أمبارك العزرية) ، وفي الحالتين يقال أيضا (الله أربيه في حضانة والديه)، بمعنى حفظ الله المولود لوالديه.
ومن الطقوس التي أغلبها مرتبط بالشريعة الإسلامية مثلا أن يؤذن للوليد بعد ولادته في أذنه اليمنى وتقام الصلاة في أذنه اليسرى هذه أمور تمارس بهذه الطريقة و بذلك يكون المولود أول ما يعانق سمعه كلمات الآذان المتضمنة لكبرياء الرب وعظمته، والشهادة التي بها يدخل الإنسان في الإسلام فكان ذلك تلقيناً للوليد لشعار الإسلام عند أول دخوله إلى الدنيا.كما يلقن كلمة التوحيد عند خروجه منها. كما يتم (تحنيك) المولود بالتمر لما فيه من فوائد دوائية.
لسم أو العقيقة بالأقاليم الصحراوية يعرف كذلك إقامة حفل بسيط حيث جرت العادة إلى عدم تضخيم العقيقة حيث أن الاحتفال الكبير بالمولود الجديد يكون في اليوم السابع، إلا أن هناك مسألة مرتبطة بالمولود الجديد في يومه الأول كل حسب طاقته حيث تتم عملية ذبح مبكر لهذا المولود تسمى (فلان كشا ابنه أوبته أو بنت أخته ) حيث أن المرأة الصحراوية سابقا كانت تلد مولدها الأول دائما عند أهلها أما بلوغ المولود الأربعين يوم فيتم حلق رأسه عند أحد أفراد الأسرة أما إذا كانت قد وضعت مولودها بمنزلها فالأمر يكون معكوسا حيث يتم حلق رأس المولود عند أهل الأم أي (الأخوال).
أما فيما يخص تسمية المولود فتتم لدى المجتمع الصحراوي عن طريق عملية تسمى " أخبيط العود"، وهي عملية شبيهة بالقرعة، يتكفل بها جد المولود أو جدته أو أحد وجهاء القبيلة، أو شيخ " لفريك" ( أي مجموعة الخيام المتجاورة في شكل حي سكني على بقعة أرضية معينة مستغلة جماعيا، وتنطق الكاف في الكلمية جيما مصرية).حيث يتم الاختيار بين مجموعة من الأسماء المرشحة، والتي عادة ما تتكون من أسماء الأخوال و الأعمام أو أعيان القبيلة وأبطالها وأولياءها.وفي هذا الصدد جرت العادة أن يلتزم حامل الاسم الذي وقع عليه الاختيار بتقديم هدية إلى عائلة المولود، والإحسان إلى سميه عند بلوغه سن الختان أو زواجه