الشافعي الصحراوي
الــــجــنـس : الــعــضــويـة : 01 الـمساهمات : 4623
| موضوع: الفرق بين ( أفلا تسمعون ) و ( أفلا تبصرون ) الإثنين 29 أغسطس 2011, 02:14 | |
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال تعالي:
( قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَداً إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُم بِضِيَاء أَفَلَا تَسْمَعُونَ * قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَداً إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُم بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلَا تُبْصِرُونَ ) ..... ( القصص: 71 ، 72 ).
يقول ابن كثير رحمه الله:
" يقول تعالى ممتنًا على عباده بما سخر لهم من الليل والنهار اللذين لا قوَامَ لهم بدونهما ، وبين أنه لو جعلَ الليلَ دائمًا عليهم سرمدًا إلى يوم القيامة لأضرّ ذلك بهم ، ولسئمته النفوس وانحصرت منه ، ولهذا قال تعالى:
( مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ )
أي:
تبصرون به وتستأنسون بسببه ، ( أَفَلا تَسْمَعُونَ ).
ثم أخبر أنه لو جعل النهار سرمدًا دائمًا مستمرًّا إلى يوم القيامة لأضرَّ ذلك بهم ، ولتعبت الأبدان ، وكلَّت من كثرة الحركات والأشغال ؛ ولهذا قال:
( مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ )
أي:
تستريحون من حركاتكم وأشغالكم ( أَفَلا تُبْصِرُونَ ) " انتهى.
" تفسير القرآن العظيم " (6/252)
ويقول ابن جرير الطبري رحمه الله:
" ( أَفَلا تَسْمَعُونَ ) يقول: أفلا ترعون ذلك سمعكم وتفكرون فيه فتتعظون ، وتعلمون أن ربكم هو الذي يأتي بالليل ويذهب بالنهار إذا شاء ، وإذا شاء أتى بالنهار وذهب بالليل ، فينعم باختلافهما كذلك عليكم.
( أَفَلا تُبْصِرُونَ ) يقول: أفلا ترون بأبصاركم اختلاف الليل والنهار عليكم ؛ رحمة من الله لكم ، وحجة منه عليكم ، فتعلموا بذلك أن العبادة لا تصلح إلا لمن أنعم عليكم بذلك دون غيره ، ولمن له القدرة التي خالف بها بين ذلك " انتهى.
" جامع البيان " (19/612-613).
وفي بيان الحكمة في ختم الآية الأولى بقوله عز وجل : ( أفلا تسمعون ) ، والثانية بقوله تعالى : ( أفلا تبصرون ) قولان لأهل العلم :
القول الأول:
أن الآية الأولى ( قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَداً إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُم بِضِيَاء أَفَلَا تَسْمَعُونَ ) إنما تتحدث عن " الليل " ، والتفكر في شأنه ، وأن من نعم الله على البشر أن جعله مؤقتاً وليس دائماً ، والحديث عن " الليل " يناسبه ختم الآية بقوله : ( أفلا تسمعون )، فإن حاسة البصر تضعف فيه ، وتبقى حاسة السمع أكثر فاعلية ، فكان ختم الآية بالدعوة إلى الاعتبار من خلال السماع أنسب من غيرها من أدوات الاعتبار.
وأما حين تحدث عز وجل في الآية الثانية عن نعمة " النهار " ، فقال سبحانه ( قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَداً إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُم بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلَا تُبْصِرُونَ ) ناسب أن يختمها بالدعوة إلى التبصر في نعمة الله عز وجل ، فالنهار يناسبه الإبصار ، والليل يناسبه السمع.
يقول ابن القيم رحمه الله:
" خص سبحانه النهار بذكر البصر لأنه محله ، وفيه سلطان البصر وتصرفه ، وخص الليل بذكر السمع لأن سلطان السمع يكون بالليل ، وتسمع فيه الحيوانات ما لا تسمع في النهار ؛ لأنه وقت هدوء الأصوات ، وخمود الحركات ، وقوة سلطان السمع ، وضعف سلطان البصر ، والنهار بالعكس ، فيه قوة سلطان البصر ، وضعف سلطان السمع " انتهى من " مفتاح دار السعادة " (1/208).
ويقول العلامة زكريا الأنصاري رحمه الله:
" ختم آية الليلِ بقوله: ( أفلا تسمعون ) ، وآية النهارِ بقوله: ( أفلا تُبصرون ) لمناسبة الليل المظلم الساكن للسَّماع ، ومناسبة النهار النيِّر للِإبصار " انتهى من " فتح الرحمن بكشف ما يلتبس في القرآن " (ص/261) ترقيم الشاملة.
ويقول العلامة السعدي رحمه الله:
" وقال في الليل: ( أَفَلا تَسْمَعُونَ ) ، وفي النهار: ( أَفَلا تُبْصِرُونَ )؛ لأن سلطان السمع أبلغ في الليل من سلطان البصر ، وعكسه النهار " انتهى من " تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان " (ص/623).
القول الثاني:
ما قرره الزمخشري - وتبعه عليه بعض المفسرين ممن اعتمد عليه في كشافه - حيث يقول:
" قرن بالضياء ( أَفَلاَ تَسْمَعُونَ ) لأنّ السمع يدرك ما لا يدركه البصر من ذكر منافعه ، ووصف فوائده.
وقرن بالليل ( أَفلاَ تُبْصِرُونَ ) لأنّ غيرك يبصر من منفعة الظلام ما تبصره أنت من السكون ونحوه " انتهى.
" الكشاف عن حقائق التنزيل " (3/433).
وقد توسع الألوسي رحمه الله في " روح المعاني " (20/107-108) في بيان أوجه أخرى دقيقة يمكن أن تقال في بيان الفرق بين الخاتمتين.
والله أعلم.
نقلا عن موقع: الإسلام سؤال وجواب. | |
|
ملاك الروووح
الــــجــنـس : الــعــضــويـة : 326 الـمساهمات : 1869
| موضوع: رد: الفرق بين ( أفلا تسمعون ) و ( أفلا تبصرون ) الإثنين 29 أغسطس 2011, 04:07 | |
| أج ــمل وأرق باقات ورودى لموضوعك القيم وجهدك الكريم اعاننا الله على طاعته كل الود والتقدير دمت برضى من الرح ــمن لك خالص احترامي وتقديري [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] | |
|
الشافعي الصحراوي
الــــجــنـس : الــعــضــويـة : 01 الـمساهمات : 4623
| موضوع: رد: الفرق بين ( أفلا تسمعون ) و ( أفلا تبصرون ) السبت 03 سبتمبر 2011, 23:22 | |
| نورتي موضوعي أختي ملاك لك كل الشكر | |
|