برير
انت القرية تنتشر على أرض غير مستوية في السهل الساحلي الجنوبي. وكان وادي القاعة يمتد عبر طرفها الشرقي. وكان ثمة طريق عام داخلي يربط بلدات السهل الساحلي بغزة, ويمر إلى الشرق من القرية فيربطها بمناطق إلى الشمال والجنوب منها. وكان هذا الطريق العام يتقاطع مع طريق الفالوجة ؟ المجدل العام (الذي يمتد من الشرق إلى الغرب) ويمر على بعد نحو 9 كيلومترات إلى الشمال من القرية. وقد ثبت أن برير هي بوريرون الواردة في المصادر البيزنطية في سنة 1596 كانت برير قرية في ناحية غزة (لواء غزة) وفيها 1155 نسمة. وكانت تدفع الضرائب على عدد من الغلال كالقمح والشعير والفاكهة, بالإضافة إلى عناصر أخرى من الإنتاج كالماعز وخلايا النحل.
في سنة 1838 وجد عالم التوارة الأمريكي إدوارد روبنسون بربر(قرية مزدهرة في بمثابة المركز في السهل. فيها ناعورة ركبت الجرار عليها) وبعد ذلك التاريخ بأربعين عاما وصفت بربر بأنها قرية كبيرة لها ناعورة إلى الشرق منها وبركة إلى الشمال وحديقة إلى الجنوب. وكان شكلها شبه دائري على الرغم من أن مواقع منازلها (المبنية بالطوب في معظمها) كانت غير منتظمة. وخلال فترة الانتداب توسعت القرية غربا نحو تل يرتفع عنها قليلا وبقيت محافظة على أراضيها الزراعية في الجوانب الأخرى. وكان سكان برير من المسلمين لهم مسجد وسطها. وفي وسط القرية أيضا, كانت السوق مستوصف وطاحونة للحبوب. وقد أسست مدرستان أحداهما للبنات والأخرى للينين في سنة 1920 وكان فيها 241 تلميذا من كلا الجنسين في سنة 1947 وكان ثمة ثلاث آبار داخل القرية تمد سكانها بالمياه للاستعمال المنزلي. وعند نهاية فترة الانتداب حفر سكان القرية آبارا ارتوازية.
في الأربعينات انتعش اقتصاد القرية عندما عثرت شركة نفط العراق البريطانية (IPC) على النفط في ضواحي بربر وحفرت بئرا تقع على بعد كيلومتر من القرية إلى جهة الشمال كذلك ازداد نشاط السوق من جراء قيام سوق أسبوعية كل يوم أربعاء كانت تستقطب سكان القرى المجاورة والبدو. وكان سكان القرية يعملون أساسا في الزراعة (البعلية منها والمروية), وكان بعضهم أيضا يربي الحيوانات. وكانوا يزرعون الحبوب والفاكهة وخصوصا الحمضيات والعنب والتين والخضروات. في 1944/1945 كان ما مجموعه 43319 دونما مخصصا للحبوب و409 من الدونمات مرويا أو مستخدما للبساتين. وكانت برير مبنية فوق موقع أثري حيث كانت بقايا العمران الموغل في القدم ماثلة للعيان. وبالإضافة إلى ذلك كان في الجوار أربعة مواقع أثرية (خربة شعرتا, وتل المشنقة, وخربة المرشان, وخربة أم قس).