الدوايمة
عبرت الدوايمة التاريخ كما هي بلدات ومدن فلسطين فشهدت نشاطا سكانيا كبيرا ومتعددا , وكان كل جنس من البشر يسكن هذه البلدة يعطيهااسما ذو دلالة خاصة به 00
من أسمائها التي أطلقه الكنعانيين سكانها الأصليين عليها اسم (بصقة) أي :الأرض المرتفعه
وورد هذا الأسم في كتاب العهد القديم 0
وسماها الغرب الصليبي خلال احتلالهم في العصور الوسطى لفلسطين اسم(بيتا واحيم)0
وأخيرا لا آخرا وفي القرن الثالث عشروأوائل القرن الرابع عشر قدم اليها الرجل الصالح" الشريف عبدالدايم بن مولانا أحمد الغماري بن مولانا عبد السلام بن مشيش00"ويرجع نسبه الى الحسن بن علي بن أبي طالب "من بيت رسول الله ولبركة هذا الرجل الصالح من آل البيت أطلق أبنائه وأهل البلدة على البلدة أسم "الدوايمة"تبركا به وبنسبه ولعلمة ولشجاعته أمام مسؤلي الدولة العثمانية مما حدى
لأستشهاده على أيدي السلطات العثمانية بعد سجنه لفترة في القدس , وترك ابنا له وهومولانا علي وكان عالما وتابعا لطريقة آبائه وأجداده في الطريقه الخلوتية الصوفيه , وبعد وفات الشريف علي أقام بنيه ومريديه وأهالي البلدة مقاما له كان يزوره أهل البلدة والبلدات المجاورة طلبا للتبرك والدعاء الى الله أمام صاحب هذا المقام الذي ينتمي لآل بيت الرسول الكريم 00وما زال هذا المقام شاهدا حتى هذه اللحظه ولو تخلى عنه أهله رغما عنهم مع محاولات عديدة من قوات الأحتلال لهدم المقام الا انهم يتراجعون في اللحظة الأخيرة , ثم اعتبروا المقام من الآثار القديمة 00
وبعد احتلالها من قبل المستعمرين اليهود عام 1948م أقاموا عليها مستعمرة زراعية للكيبوتس عام 1955م أطلقوا على هذه المستعمرة اسم (أماتزياه) نسبة الى أحد ملوك اليهود (أمصيا)00
ما تبقى من مقام جدي مولاي الشيخ علي رحمه الله
الموقــــع00
تقع قرية الدوايمة غرب مدينة الخليل بنحو( 24)كم وبخط هوائي (16) كم, وتبعد قرابة (50)كم عن ساحل البحر الابيض المتوسط غربا ,وتقع على ارتفاع 500كم فوق سطح البحر وهي تابعة اداريا الى مدينة الخليل وتبلغ مساحتها (60585) دونما ومن المناطق المجاورة لها قرية اذنا شرقا وقرية بيت جبرين شمالا والقبيبة وعرب الجبارات غربا وكذلك دورا جنوبا , وتعتبر بلدة الدوايمة من أكبر قرى جبل الخليل مساحة وعددا , وكان من حظ الدوايمة أن سكنها الكثير من الصحابة والتابعين وعلماء ووعاظ ومنهم من توفي فيها ودفن في أحد ضواحيها ( خربها) وسميت الضاحية باسمه وهي (خربة بشير)
موقع الدوايمه عبر الأقمار الصناعية 00
(خربة بشير) وهو الصحابي بشير بن عقربة بن اليمان وقد روى عن رسول الله (ص) أحاديث منها عنه عن عبد الله بن عوف أنه سمع رسول الله (ص) أنه قال : من قام مقاما يرائي فيه الناس أقامه الله عز وجل يوم القيامة مقام رياء وسمعة) أخرجه ابن منده وأبو عمر , وأما أبو نعيم فأخرجه في بشر بن راعي العير , وقال صوابه بشير بزيادة ياء 0وتحتوي القريه كثيرا من الآثار الرومانية وبقايا بيوت
ورسومات منحوته في الكهوف
اجتماعيا00
من المعروف أن تكاثر الناس يفرض على البعض أن يرنوا ليجد مكانا آخر يلبي فيه رغباته
الأنسانية والمعيشية –الأقتصادية- في سعة من العيش في الزراعة والتجارة والعلوم المتاحة , وقد تواتر من الكثير ممن سكنوا وعاشوا في الدوايمة أن أول من سكن القرية في العصر الحديث هو جد عشيرة (الزعاترة) الشيخ حسين بن أحمد الكيلاني وعائلته قادما من خربة البرج في دورا وهي بلدة لصيقة بأراضي الدوايمة , ثم قدم اليها عبد الدايم وهو من أبناء مولانا أحمد الغماري الذي كان عالما
وتابعا لطريقة آبائه وأجداده في الطريقة الخلوتيه – الصوفية- وقد تزوج في الظاهرية وعاش فيها
زمنا بعد أن رحل من بيت المقدس جراء احتلالها من الصليبين , وعاش ككل أبناء القرية معتمدا على نفسه في الزراعة وكان قد استملك أرضا فيها نسبت فيما بعد باسمه بعد أن توفاه الله سبحانه ودفن فيها وما زالت تعرف المنطقة باسمه وهو –واد الغماري- قدم من المغرب ومعروف أنه من أبناء عبد السلام بن مشيش بن الحسن بن علي بن أبي طالب بن بنت رسول الله فاطمة الزهراء رضوان الله عليها وعلى أحفادها الكرام , وقد أنجب مولانا الشيخ عبد الدايم أبناوهو مولانا علي والذي أنجب أبنائا خمسة وهم : اٍعمر , وخليل ,و سبيتان, وومنصور, وجاد الله00ولبركة مولانا الشيخ عبد الدايم وبعد استشهاده في القدس سمى أبناؤه وأتباعه وأهل القرية آنذاك البلدة باسمه تبركا به وبجده المصطفى عليه السلام ومن وقتها سميت القرية باسم (الدوايمة) ثم سكنها جد عشيرة (أبو صبيح) , وأخذ يتوافد على البلدة آخرين طلبا للعيش الكريم والسكن والجوارالطيب الذي اشتهر عن أهل هذه البلدة حتى اكتظت بقاطنيها وكبرت العائلات وأصبحت عشائر متضامنة ومتحابه ومتآخية , وكان عمل معظم أهل البلدة الزراعة وتربية المواشي , واتجه البعض ألآخرالى التجارة وبنوا سوقا تجاريا كبيرا أصبحت له شهرة في المنطقة حتى أنه سمي ب (سوق البرين) حيث يرده من مناطق الساحل ومن مناطق الجبل وكان سوق يوم الجمعة يضاهي سوق الخليل في كل أصناف البضائع حيوانية أو زراعية أو تموينية , واكتظت منطقة السوق بالمحلات التجارية حتى أصبح قيمة الأرض مرتفعة جدا آنذاك ومما قيل بهذا الصدد أن سعر شبر أو قدم الأرض –كمساحة- يساوي خمسة جنيهات وهو مبلغ كبير جدا 00
العشائر والعائلات00
من المعروف أن أول من قطن في أرض الدوايمة هم ( الزعاترة) حيث قدم جد هم الشيخ حسين بن أحمد الكيلاني من خربة البرج من دورا وسكن بعض المغارات التي تشتهر الدوايمة فيها وهي
من أعمال الأسر التي سكنت أرض الدوايمه عبر الزمن وهذه الكهوف منحوته في الجبال والهضاب
وهي متنوعة في السعة والهندسة حسب رقي سكانها الأصليين , ثم توالت الأسر والأشخاص في
الأقامة فيها لخصوبة أراضيها وطيب سكانها وموقعها المميز بين الساحل والجبل ثم سكنها الأمام
عبد الدايم قادما مع اسرته من بلدة الظاهرية بعد وفاة أبيه العالم والأمام مولانا الشيخ أحمد الغماري
الذي قدم من المغرب لزيارة المسجد الأقصى ولنشر طريقة عائلته وأبيه مولانا الأمام عبد السلام بن
مشيش المجاهد والعالم وصاحب الطريقة الخلوتية الصوفية وفي آخر مشواره في الدعوة استقر به
المقام في قرية الظاهرية وتزوج بها وانشغل كباقي أهل البلدة في الزراعة في أرضه كمصدر رزق له ولعائلته مع الأستمرار في دعوته 00وحينما توفي دفن في أرضه وأصبح قبره محجا لمحبيه ومريديه وبنيه يزورونه ويذكرون خصاله وأخلاقه ودينه ,وما زالت الأرض خاصته تسمى باسم صاحبها – واد الغماري- نسبة الى جدي الأمام الشريف أحمد الغماري , وقد أنجب عبد الدايم أبنائا أشهرهم الأمام علي وقد أخذ العلم عن والده وكذلك الطريقة الخلوتية – الصوفيه- وكان عالما تقيا أحبوه الناس من أهل البلدة وقد أنجب أبنائا خمسة وهم :
(اعمر , خليل , منصور, اسبيتان , وجاد الله ) وبعد وفاته أقام أبنائه ومحبيه ومريديه وأهل البلدة
مقاما له في تلة وزرعوا بها الأشجار حتى أصبحت منطقة حرجية وكان يتوافد عليها الناس تبركا
واحتراما لنسبه ولصلاحه ولأتباع طريقته فمنهم من كان يقيم في البلدة هو واسرته لينضم الى
الطريقة الخلوتية فكانت الدوايمة محط أفئدة محبي الطريقة – وهذا ما يفسر تكاثر اعمار البلدة بالناس في فترات متقاربة بالسكن والأقامة في البلدة ومن ثم أصبحوا عائلات وعشائر لهم ما لأهل القرية
وعليهم ما على أهلها , وفي أواخر الثلاثينات قرر أهل القرية تقسيم الأراضي – المشاع- على
سكان البلدة بالتسواي حسب الحصص 00
وتكاثر الناس كما هي العادة وبعد الهجرات القسرية بفضل الأحتلال وبفضل ما رافقها من خيانات قيادية تفرق شمل من جمعتهم المحبة لله ولنبيه ولأحفاده وللأرض الطيبة المباركة وللصحبة والجوار الطيب في دول متعددة منها الوطن المحتل في بعض مدنه وقراه ومخيماته ولكن العدد الأكبر من أهالي
البلدة تجمعوا في الأردن ونستطيع أن نجزم أن جميع عشائر وعائلات الدوايمة مقامهم الأول
ومركزهم الأساسي –المؤقت لحين زوال الأحتلال- في الأردن وهذه العشائر والعائلات هي :
1- المطرية :منها –الزعاترة , عشا – وهم أول من سكن البلدة0
2- هديب : من أحفاد مولانا الشيخ علي التحق بها: العائلات التالية :أبوشرار ,لافي ,صافي ,صباح
,أبو صقير ( وهولاء ليسوا من أحفاد مولانا الشيخ علي)0
3- العيسة : منها-- حسين , سربل , قنديل ,حمد , نصار , عيسى ( وجميعهم من
أحفاد مولانا الشيخ علي )0
4- الحجوج : من أحفاد مولانا الشيخ علي التحق بها: عائلة أبو رحمة ( وهي ليست
من أحفاد مولانا الشيخ علي)
5- عبد الدين: من أحفاد مولانا الشيخ علي
6- السباتين : من أحفاد مولانا الشيخ علي
7- المناصرة: من أحفاد مولانا الشيخ علي
8- العداربة :من أحفاد مولانا الشيخ علي
9-أبو صبيح
10-الخضور : منها الأقطش , الملاد
11-الجووادة
12- نشوان
13- عفانة
14- النجار
15-الغوانمة – من أحفاد مولانا الشيخ علي
16- أبو غليون
17-أبو حلتم
18-أبو معيلش
19-أبو صفية
20-أبو حليمة
21-أبو خضرة
22-أبو ريان
23- شاهين
24- غانم - من أحفاد مولانا الشيخ علي
25- العبسي
26- الجمرة
27- عيد
28- الترك
29- الزبن
30- حنيف
31- سعادة
32- الخطيب
عسكريا :- المقاومة00 الدفاع عن البلدة00
أصاب أهالي الدوايمة ما أصاب جميع أهالي فلسطين من الأحتلال البريطاني الذين كانوا مهددين من قبل العدو البريطاني والعصابات الصهيونية فتداعى شباب الدوايمة للمشاركة في الأنتفاضات الفلسطينية المتكررة في الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني وبالتالي تحمل أهالي البلدة ضريبة المشاركة في العمل الوطني في اجتياحات بريطانية للبلدة واعتقال أو قتل أو تخريب بيوت ومصالح
المواطنين مما كان يشحذ الهمم أكثر وأكثر في صفوف الشباب حتى أن الكثير منهم باع مصاغ
زوجته أو والدته أو استدان أو رهن أرضا أو متاعا من أملاكه ليشتري سلاحا بسيطا مع طلقات معدودة وذلك للدفاع عن النفس والأهل والبلدة والوطن , وكان من أهم القيادات الثورية المقاومة على مستوى المنطقة القائد أبو نايف العوامة من عائلة عشا والمقاوم ابراهيم سلامة سربل من عائلة سربل عشيرة العيسة وهناك عدد كبير من المقاوميين ممن كان لهم بصمات واضحة بقيادة مجموعات مساندة للثورة وللقوات الأردنية والقوات المصرية 00 فقد شارك ثوار البلدة في معركة ( كفار عصيون ) الى جانب القوات الأردنية بقيادة " حكمت مهيار" وشاركوا في معركة ( تل الريش) ومعركة ( جالون) ومعركة ( المقحز ) على جانب القرية وقد استمرت
المناوشات بين المقاومين وبين العصابات الصهيونية مدعومة من القوات البريطانية أياما عديدة
كان الثوار يبلون بلائا حسنا في الصمود والتصدي للقوات الغازية , وقد استطاع الثوار تحرير
المنطقة من العصابات الصهيونيه ودحرهم وكانت تأتي القوات المصرية فينسحب الثوار ليلا
ويسلموها الى القوات المصرية ليحموها و باليوم التالي تكون القوات المصرية قد انسحبت
لتستولي العصابات الصهيونية مرة ثانية لتعود الأشتباكات بين المقاومين وعصابات اليهود مرة أخرى مما تبين عجزالقوى المعتدية فاستدعوا قوات دعم وطوقوا المنطقة من أكثر من جانب فسقطت القرى المجاورة وانكشف ظهر البلدة من جهة الغرب حتى مساء يوم الجمعة 29/10/1948م فدخلت العصابات الصهيونية وبالتالي دفعت القرية بسكانها ومن احتمى بها
ثمنا باهضا بالأرواح والممتلكات نتيجة مقاومتها السابقة00
فعمل العدو بحقده وبطبيعته الأجرامية مجازر بحق الآمنين من نساء وشيوخ وأطفال في مسجد
الزاوية , وفي بعض بيوت القرية التي أحرق بعضها بمن فيها وهدم بعضها الآخر وكذلك جريمته
في طور الزاغة, وسوق البلدة وشوارعها 0
مذبحة الدوايمة00
قال تعالى (كيف وان يظهروا عليكم لا يرقبوا فيكم الا ولا ذمة00)التوبة8
وقال تعالى (لا يرقبون في مؤمن الا ولا ذمة وأولئك هم المعتدون ) التوبة10
سياسيا 00
بعد سقوط الدولة العثمانية بفضل ضعف الأيمان في صدور أبناء الأمة وبفضل الممارسات الخاطئة
من قيادات الأمة آنذاك, وبفضل المؤامرات الدولية قسمت تركتها مابين الدول الأستعمارية الصليبية
الفرنسية والبريطانية والأيطالية00ثم تطور الفكر الأستعماري لمنطقتنا بعد بروز حركات التحرر
بصناعة قيادات محلية موالية لها تعمل لمصلحة المستعمر وبشروطه, وحتى لا تتوحد الأمة العربية
وتتحرر من الأستعمار نهائيا غرسوا في قلبها جرثومة خبيثة تعمل وباستمرار لتوتير المنطقه في صراعات تارة مع هذا المعسكرالغريب المدعوم كليا في شتى المجالات السياسية والأمنية والعسكرية والمالية والثقافية , وتارة في صراعات لصالح المحتل –وهو :مطاردة حركات التحرر ومن يؤيدهم – وخاصة في مناطق الطوق0
هذه الجرثومة التي ابتلي فيها الشعب الفلسطيني هي لأخبث ملة شهد تاريخها الطويل جرائم بحق
الأنسانية وبحق الأنبياء والرسل وبحق الشعوب التي رزحت تحت سيطرتها وأكبر دليل على تاريخ
جرائمهم قديما عبر التاريخ القديم المجزرة التي حصلت لأهالي مدينة أول مدينة في العالم وهي مدينة
أريحا ودمروها باسم ألاههم – كما ادعوا- 0
وقعت فلسطين تحت الأستعمار البريطاني وسموا هذا الأستعمار –وصاية- في هذه الأثناء عملت
بريطانيا على استقدام اليهود من شتى أنحاء العالم تحت مسمى – دولة بلا شعب لشعب بلا دولة -
بمعنى : أن فلسطين بلا شعب وأن اليهود شعب محرومون من دولة 00لذلك كانت المؤامرة تترسخ
على أرض فلسطين فاستولوا على أراضي الدولة –الأميرية أو المشاع- كما كانت تسمى آنذاك ثم
أغروا بعض عائلات من أصل لبناني ماروني كانت لهم أراضي زراعية في شمال فلسطين واشترتها الوكالة اليهوديه عن طريق بريطانيا وأخذوا ببناء مستعمرات زراعية وتدريب قوات يهودية وجلب
أخرى كانت ملتحقة بالجيش البريطاني في أوروبا , وبالمقابل كانت تطارد الفلسطينيين وتحرمهم من
امتلاك أي نوع من أنواع السلاح وتقتل وتعدم وتعتقل وتنفي كل من يتهم بأنه ضد سياسة الأستيطان
اليهودي في الأراضي الفلسطينية , وفي غفلة من الشعوب العربية وتآمر من قياداتها وبدعم
من هيئة الأمم المتحدة أصبحت لهذه العصابات دولة معترف بها ومدان كل من يقاومها 0
وكان من مخطط العصابات الصهيونية صنع مجازر في المناطق التي يتم الأستيلاء عليها
واشاعة هذه الدعايه عبر عملاء لها في القرى الفلسطينيه بأن هذه العصابات تقتل كل من تجده
أمامها وتغتصب نسائها – ومعروف أن العربي يعتبر العرض من أقدس ما يعنيه – ولأن أهالي
كثيرا من البلدات لم يجدوا دعما عربيا نزحوا من بلداتهم ظانين أن نزوحهم لن يطول وأن
الجيوش العربية قادمة لا محالة وستسترد ما سلب منهم على غفلة 0
وكان من نصيب الدوايمة أن هاجمتها ( كتيبة الكوماندوز 89) التابعة للواء الثامن الصهيوني
بقيادة الأرهابي موشي ديان – وهذه الكتيبة مؤلفه من رجال عصابات خدموا في عصابات ( شتيرن , والأرغون ) , وفي يوم الجمعة الواقع في 28/10/1948م وبعد صلاة العصر فوجأت القرية باقتحام
البلدة من هذه العصابات من ثلاث جهات الغربية والشمالية والجنوبية وبقيت الجهة الشرقية مفتوحة
للسماح للبعض بالهروب لأسباب محسوبة لهذه العصابات ومنها نقل أجواء المجازر الى الآخرين
لخلق أجواء من الأرباك والخوف ومن ثم التهجير شبه الطوعي 00حينما سمع أهالي البلدة باجتياح
قريتهم فزعوا فمنهم من لجأ الى الكهوف القريبة والبعض لجأ الى مسجد القرية وبعضهم استطاع
أن يخرج من البلدة والبعض قتل في السوق والذي كان عامرا ومن أكبر أسواق المنطقة والبعض
ممن لجأ الى المسجد ظانا أن الصهاينة قد يحترموا بيوت الله فدخلوا على المسجد وقتلوا كل من
بداخله من شيوخ ونساء وأطفال ثم قاموا بحرقه لأخفاء عدد من قتلوهم في المسجد وبعد مسح المنطقة كانوا يقتلون كل من يجدوه في طريقهم وخاصة المجزرة البشعة التي قامت بها هذه
العصابات الحاقدة فيمن لجأ لأحد المغارات القريبة من البلدة – طور الزاغة- قتلوا فيها كل من
وجدوه من نساء وأطفال وشيوخ بعد أن جمعوا الشباب أمام أهلهم وأعدموهم دون أي شعور انساني
تقديرات لعدد الشهداء00
هناك اختلاف في عدد الشهداء بسبب الروايات المختلفة وكذلك بسبب محاولة العدو الصهيوني
لسنوات طويلة طمس وتعتيم وشطب كل المعلومات التي كانت ترد من اللجان الداخلية عند الكيان
الصهيوني , وكذلك السيطرة الأعلامية في الجهات الدولية , حيث ورد عن المؤرخ الأسرائيلي
( بني موريس ) في كتابه "تصحيح غلطة" اذ يقول ( لقد تمت المجزرة بأوامر من الحكومة الأسرائيلية وأن فقرات كاملة حذفت من محضر اجتماع لجنة حزب "المابام" عن فظائع ارتكبت
في قرية الدوايمة وأن الجنود قاموا بقتل المئىت من سكان القرية لأجبار البقية على الهروب, وما ورد عن معلومات عامة من اللجنة الدولية من مراقبي الأمم المتحدة برئاسة العسكري البلجيكي (فان فاسن هوفي) وكان بصحبته عسكريين يهود حيث شاهد الدخان يتصاعد من مسجد القرية فطلب منهم دخول المسجد ولم يسمحوا له بحجة أن هذا مكان مقدس عند المسلمين ولا يجوز دخوله ولكن البلجيكي شعر أن هناك مذبحة داخل المسجد وذلك بعد أن استرق النظر من نافذة المسجد واشتم رائحة كريهة صادرة من حرق جثث بشرية وقدرت بعض الجهات بأن عدد الشهداء داخل المسجد كان ما بين (50-75 )شهيدا0أما في طور الزاغة وكان قد التجأ اليه بعض العائلات وكان عددهم ما بين( 25-30)عائلة أمروا في البداية بالرجال والشباب بالخروج وصفوهم وأطلقوا عليهم النيران أمام أهلهم ثم قاموا بقتل ما تبقى من نساء وأطفال وقدر عدد الشهداء في هذا الموقع ما بين( 70-100 ) شهيد , وكذلك استشهد عددا كبيرا ممن لجأوا الى الدوايمة من المناطق الأخرى في بعض البيوت وتم تفجيرها وكذلك في سوق البلدة 0
لقد حاول العدو اخفاء جريمته سنين عديده الى أن كشفته صحيفة اسرائيلية في 24/8/1984م
بعد اجراء مقابلة مع أحد أبناء الدوايمة الذي عايش تلك الجرائم وهو المختار "حسن محمود هديب"
وكان يسكن مخيم العروب بالقرب من مدينة الخليل وحملت المقابلة شهادات منها شهادة قائد الفصيل
(أ) في الوحدة المهاجمة للقرية (89) وكذلك شهادة يعقوب أهروني مسؤول المتفجرات في الكتيبة
وغيرهم ممن أيدوا وقوع المجازر وممن نفوا وقوعها حسب ضمائرهم ومسؤوليتهم التاريخية
وحسب قناعتهم بما ارتكبوه00عدد من المؤرخين الأسرائيلين منهم المؤرخ ( ميلشطين والمؤرخ مائير بيل وهو مؤرخ عسكري)
هذه الجرائم بقيت طي النسيان لعدة أسباب أهمها :
1- محاولة العدو الصهيوني طمس معالم الجريمة بعد أن تحقق لهم أهدافهم باخلاء البلدة , ودب
الرعب في القرى المجاورة باحراق الجثث ودفن الأخرى في أبار البلدة وتدمير البيوت0
2- تآمر وصمت بعض الجهات الدولية وخاصة من أطراف هيئات رسمية وأخرى أهلية متعاطفة
مع اليهود أو مورست ضدها عوامل ترغيب وترهيب فأسقطوا شهادات ومشاهد عن المجزرة
في هذه البلدة وبالتأكيد في مناطق أخرى0
3- تأخر ورود اعترافات صهيونية من جنود أو سياسيين أو كتاب وذلك لشعورهم بالعار من جراء
الصورة البشعة التي حصلت ولسبب آخر مهم وهي ايمان الكثير من القيادات بصوابية ما اقترفت
أياديهم من مجازر 0
4- استمرار الهجرات والنكبات وتفرق وتشتيت الأهل والأقرباء مما حدى بكثير من الأهالي بتوقع
وجودأبنائهم أو أقربائهم بمنطقة ما قد يلتقي بهم قريبا – على هذا الأمل – لم يتأكدوا من حدوث
هذه الجرائم بهذه الصورة وبهذا الحجم0
5- الجهل وعدم التمكن من وسائل الأعلام كي يتم نشر ما حدث , أو تجميع الروايات ممن شاهد أو
أصيب , أو أستشهد له قريب 0
نتحدث عن جزء صغير من صورة رهيبة من صور المجازر التي قامت بها العصابات الصهيونية
بدعم مباشر من القوات البريطانية والتخاذل العربي الرسمي الذي لا يمكن للتاريخ وللأجيال القادمة أن تبرأ القيادات العربية التي كانت جزئا مهما في المؤامرة الدولية على الشعب الفلسطيني و كانت هذه الجرائم وصمة عار في جبين هيئة الأمم المتحدة والدول التي تدعي
الحرية والديمقراطية وحقوق الأنسان مثل أمريكا وبريطانيا وفرنسا ومجمل الدول الأوروبية
والأتحاد السوفيتي – علما أن هذا الأتحاد هو أول من اعترف بالكيان الصهيوني - والقيادات العربية والأسلامية المتخاذلة والتي حملت الأمة عبئ التحرير الذي يوضع أمامه كل المعوقات لسبب واحد وهو حماية أمن اسرائيل , وارضاء أسيادهم المستعمرين 0
القيادات الثورية00
انخرط أبناء الدوايمة كما ذكرنا سابقا في المقاومة الفلسطينية للدفاع عن الوطن والشعب
فمنهم من صدقوا الله ولبوا نداء الشهادة فارتقوا الى بارئهم مخضبين بدماء زكية نزفت على أرض
الوطن أو على أطلاله لتكون هذه الجراحات أوسمة لا يقدرها الا الله سبحانه وتعالى في جنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين , كما وكانت هذه الجراحات وهذه الدماء الزكية أوسمة لأهاليهم
وبلدهم ووطنهم فكانوا فعلا أنبل من في الأرض0
ونذكر منهم :
1- الشهيد : نبيل محمد موسى حسين – العيسة – استشهد في الأردن
2- الشهيد :طه ابراهيم الشيخ العيسة- العيسة – استشهد في الأغوار
3- الشهيد :طه يوسف الحجوج - الحجوج - تونس
4- الشهيد عبد المجيد حسن عبد ربه الحجوج – الحجوج - جنوب لبنان
5- عزمي سعد سعادة الخطيب - - برلين – اغتيال
6- موسى عبد الهادي أبو الشعر - - جنوب لبنان – 1975
7- شاهر محمد عبد الله أبو شرار - -رام الله – المقاطعة -1988م
8- محمد علي أبو شلنفح الخضور – الخضور - -الأردن – 1970م
9- جهاد يوسف المناصرة - المناصرة - - الأردن – 1971م
10-ناصر محمد اسماعيل عبد الدين – عبد الدين - - الأردن -1971م
11- محمود عبد الله عبد الدين - عبد الدين - - الأردن – 1971م
12- نعيم أبو معيلش - أبو معيلش - - الأردن -1971م
13- خليل حسن محمد سلمان سربل - لبنان 1977م
