diyaa
الــــجــنـس : الــعــضــويـة : 508 الـمساهمات : 12
| موضوع: “البيرة” من أجل فلسطين الثلاثاء 27 ديسمبر 2011, 03:09 | |
| قلة من الناس هم الذين يقضون إجازتهم في الضفة الغربية، ولكنهم إذا فعلوا ذلك فقد يتوجهوا إلى الطيّبة، وهي قرية على راس تلة في الضفة الغربية، تتكدس بيوتها حول كنيسة يغطي سحرها على نقاط التفتيش والحواجز الإسرائيلية التي يجب عبورها عن طريق التفاوض للوصول إلى القرية. الهواء جميل منعش والضوء ساطع والبيرة ممتازة.
كنت هناك الشهر الماضي في زيارة لديفيد خوري، الذي رهن بيته عام 1995 وباع ممتلكات له في بروكلين بولاية مساتشوزيتس ليؤسس أول مصنع للبيرة في فلسطين الناشئة. كان ذلك في أيام التفاؤل الذي نتج عن أوسلو. ولكن بالطبع، ما زالت فلسطين بعد مرور 15 سنة تنتظر أن تولد، رغم احباطات الدول المانحة والتكاليف التي تكبّدتها.
كانت أعمال آل الخوري مزدهرة في بروكلين حيث يملكون متجراً للمشروبات الكحولية اسمه "فولي" في حي أمريكي ايرلندي. كان المتجر موجوداً منذ عقود طويلة، ولم يجدوا سبباً لتغيير اسمه. من في الولايات المتحدة يهتم إذا كان متجر يحمل اسماً إيرلندياً يديره في الواقع مسيحيون من دولة تنتظر التأسيس في مكان ما في الشرق الأوسط؟
ليس من السهل استبدال هذا النوع من التجارة المباشرة للسياسة الضارية التي تتمحور حول الهوية في الأراضي المقدسة، حيث يتغلب الدم على المال. ولكن هذا ما فعله ديفيد وأخوه نديم الذي يجيد إعداد البيرة، ليساعد الدولة الفلسطينية على الوقوف على قدميها. فكرا أنه عندما تنتقل الأدمغة والأموال إلى الداخل، بدلاً من خروجها، تبدأ الأمور الجيدة بالظهور.
كان ذلك نظرياً، ولكن الممارسة أثبتت أنها كارثية تقريباً. بعد بداية قوية جرى فيها بيع بيرة الطيّبة بشكل جيد قوي في إسرائيل ووصلت المكونات من إسرائيل بسلاسة وتنامت المبيعات في غزة وتم الترخيص لإنتاج البيرة في ألمانيا، أوشكت شركتهما على الوقوع ضحية لموجة جديدة من العنف الإسرائيلي الفلسطيني.
خفّضت الانتفاضة الثانية عام 2000 عدد موظفي الطيبة من 15 إلى الصفر. لم يعد الشعير والخميرة وزهرة الهوبس تصل إليهم عن طريق ميناء أشدود. انهارت المبيعات في إسرائيل. أصبح الوصول إلى الأردن في الشرق غير ممكن. بعد ذلك بفترة وجيزة بدأ جدار الفصل الإسرائيلي بالظهور ليفصل القدس إلى الغرب. عنى وجود حماس في غزة نهاية مبيعات المشروبات الكحولية هناك.
ليس هذا هو نوع الأمور التي تحصل في بروكلين.
"لحسن الحظ أننا لم نكن مدينين للبنوك لأنهم لم يفكروا أبداً أن الاستثمار في شركة لإنتاج البيرة في بيئة مسلمة بشكل رئيس أمر منطقي"، أخبرني ديفيد خوري. "ما كان بالإمكان أن نستمر".
بدأت شركة طيبة للبيرة تعود اليوم. هناك أمور للاحتفال بها مرة أخرى: حفلات زواج وعودة إلى الوطن ولا عنف. تصل المبيعات في الضفة الغربية إلى 70%، وهي نفس النسبة تقريباً التي كانت تباع في إسرائيل. وبدأت الأرباح تعود كذلك.
ليست الشركة بارومتراً سيئاً لاقتصاد الضفة الغربية الذي ينمو بسرعة، وكيف يقوم سلام فياض وبهدوء ببناء عناصر ومؤسسات الدولة. يعرف خوري أنه، وكما قال "يمكن أن نصحو في يوم من الأيام ونكتشف أن هذا جميعه تحت الحصار مرة أخرى". إلا أنه يرهن أمنه في "قيادة فياض الحكيمة".
سألت خوري ما سيقوله لجنرال إسرائيلي لو سنحت له الفرصة: "سأقول له أن إسرائيل حقيقة وأن الشعب الفلسطيني مستعد لأن يعيش بسلام. لسنا إرهابيين ولكننا نملك الحق بمقاومة الاحتلال. سأقول له إنكم جَشعين. عليكم أن تتخلوا عن الضفة الغربية وأن تعودوا إلى حدود عام 1967، من أجل النساء والأطفال الإسرائيليين والنساء والأطفال الفلسطينيين. كفى".
ولكن التنمية الفلسطينية يجب أن تحصل الآن في أي جزء مهما كان صغيراً تتركه إسرائيل. إذا استمرت نسبة الـ 6% من النمو فسوف تتمكن الضفة الغربية من سحب نفسها ببطء من المعونة الدولية الضخمة وأن تعتمد على نفسها. إلا أن التفاصيل اللوجستية تشكل كابوساً رهيباً.
يحتاج خوري إلى يوم كامل، بسبب الحواجز ونقاط التفتيش، لإيصال بيرته إلى إسرائيل، رغم أن القدس لا تبعد سوى مسافة عشرين دقيقة. لا يسمح للبيرة في العبوات الكبيرة إلا بالمرور عبر حاجز واحد قرب الخليل على بعد ثلاث ساعات. تعبر البيرة المعبأة بزجاجات طريقاً مباشراً، ولكن الإغلاقات كثيرة. "قبل أيام قليلة كان الجو ماطراً، وقال الإسرائيليون أن كلابهم لا تستطيع أن تشمّ بسبب المطر، فتم إغلاق الطريق"، يقول خوري.
"إذا تذمّرت، فهناك كلمة واحدة: الأمن" يقول خوري.
السلام مخاطرة، ولا توجد طريقة للالتفاف حوله. ولكن إسرائيل لن تحقق ما يحققه فياض. أنه رجل يستحق المخاطرة لأجله، وإذا كنت تعتقد أن الأراضي المقدسة يمكن أن تكون مكاناً يستطيع فيه يهودي من أوديسا شرب البيرة العربية في تل أبيب يصنعها فلسطينيون مبدعون يملكون متجراً اسمه فولي في بروكلين ومصنعاً في قرية في الضفة الغربية مع كنيسة، وأن هذه أمور ممكنة، يتوجب عليك مساندة الطيبة عن طريق زيارتها.
أنه العمل الصحيح.
###
* روجر كوهين كاتب عمود في النيويورك تايمز/الإنترناشيونال هيرالد تريبيون. تقوم خدمة الأرضية المشتركة الإخباريّة بتوزيع هذا المقال بإذن من الإنترناشيونال هيرالد تريبيون.
مصدر المقال: الإنترناشيونال هيرالد تريبيون، 17 أيار/مايو | |
|
منعم 3000
الــــجــنـس : الــعــضــويـة : 53 الـمساهمات : 270
| موضوع: رد: “البيرة” من أجل فلسطين الثلاثاء 27 ديسمبر 2011, 13:13 | |
| شكرا لك على المساهمة اللطيفة | |
|
الشافعي الصحراوي
الــــجــنـس : الــعــضــويـة : 01 الـمساهمات : 4623
| موضوع: رد: “البيرة” من أجل فلسطين الثلاثاء 27 ديسمبر 2011, 21:01 | |
| | |
|
عبد الواحد
الــــجــنـس : الــعــضــويـة : 11 الـمساهمات : 199
| موضوع: رد: “البيرة” من أجل فلسطين الخميس 03 يناير 2013, 23:06 | |
| طرح طيب شكراااااااااااااااااااااااا | |
|