???? زائر
| موضوع: الألعاب الشعبية في ثرات الصحراء الأربعاء 05 يناير 2011, 20:37 | |
| تشكل الألعاب الشعبية احد أهم عناصر التراث الشعبي وجزءا مهما من الذاكرة و الوجدانالجمعي لأي مجتمع فهي نتاج للتكوين الثقافي والحضاري وانعكاس للبيئة الطبيعة والجو الاجتماعي السائد...ويسهم اللعب إسهاما فعالا في بناء الشخصية الاجتماعيةوتربيتها من النواحي الوطنية والنفسية والجسدية.
وتؤدي الألعاب الشعبية دوراهاما في تأطير الموروث الشعبي المرتبط بالحركة والإيقاع و الأناشيد الشعبية .كماتساعد على انتقال العادات والتقاليد والمعارف بصورة طبيعية وتلقائية من جيل إلى أخرمكونة بذلك ثقافة شعبية غنية بالمعاني والعبر والمدلولات الإنسانية و الاجتماعيةالتي تؤكد أهمية الانتماء إلى الجماعة والارتباط الجدري بالأرض و الوطن .
فاللعب يختلف ويتطور حسب مراحلالعمر التي يمر بها الإنسان.فإذا كان الطفل يمارس ألعابا تناسب سنه وبيئته فإنالشاب والكهل والشيخ جميعا يستجيبون لهذه النزعة ويلبونها حسب أعمارهم وبنياتهمومستواهم الاقتصادي والثقافي .1
وأجمل ما في هذه الألعابالشعبية أنها غير محكومة بهالة مقدسة فيجوز التحريف فيها من إضافة أو حذف حسب ماتقتضيه الحالة و عادة ما تكون هذه الألعاب بأبسط أدواتها وقلة تعقيداتها "وأما جانباللعب والتسلية أول ما يلفتنا فيه أن طرائقه كثيرة وأدواته فقيرة .ولا نحسب أنهيستطاع مع الإملاق وانخفاظ مستوى المعيشة والتخلف من ركب الحضارة .وبالرغم منارتباط هذه الألعاب بواقع اقتصادي مختلف فقد كان لكل لعبة دلالتها النفسية والفكرية ".2 مما جعل لها وقع على عامة الناس , فبالقدر الذي تحتله هذه الألعاب في نفسالعامة تحتل المكانة نفسها على المستوى التاريخ والموروث الإنساني لدى هؤلاء , فهي أشبه بالحرف اليدوية والعادات والتقاليد , والموروثات عامة عند الناس , فيتعلمها جيل عن جيل ويورثها الجيل السابق إلى اللاحق.
وعلى مدى سنوات طوال عرف المجتمعالحساني أنواعا عديدة من الألعاب الشعبية التي تختلف من حيث الشكل والمضمون وطريقةالأداء , تمارس من قبل الصغار والكبار على حد سواء وإن كان الصغار أكثر ارتباطابتلك الألعاب لأنها جزء مهم من عالمهم ونشأتهم الاجتماعية واحترام الحقوقوالواجبات واكتساب العادات الاجتماعية التي تعين الصغار والكبار على التكيف مععناصر البيئة والتوافق مع جميع من يتصل بهم . وتنقسم الألعاب الشعبية في الصحراءإلى ثلاثة أنواع :كلامية ,ذهنية ورياضية .منها ما يختص بالذكور والإناث ومنها مايختص بكل منهما على حدا, و سأحاول في هذا المقال حجب الستار عن بعضها محاولاالتركيز على بعض النماذج من الألعاب الذهنية والرياضية.
تصنف لعبة "أراح" من الألعابالجماعية التي عرفها المجتمع الحساني والتي اختص بها الجانب الذكوري لخصوصيتها التيلاتليق إلا برجولة .
فقبل الشروع في لعب"أراح" لابد أنيعد اللاعبين أنفسهم نفسيا وبدنيا نظرا لطابع اللعبة الذي يحتاج إلي السرعة, وقوةالبديهة والصبر وعدم التسرع.
عادة يرتدي اللاعبون سراويلواسعة يسميها الحسا نيون:" سروال لعرب " محكمة ب "لكشاط" أي الحزام ,هذا الأخيريساعد في عملية القفز وتوجيه الضربة . ويتم شد الجزء العلوي من الجسم ب "أللثام أوأفروال" وهو ثوب طويل يحجب رؤوس الرجال من شمس الصحراء الحارقة .
ينتظم خمسة لاعبين فما فوق علىشكل دائرة يتوسطها لاعب خصم ,يشترط على هذا الأخير تثبيت أحد رجليه على الأرضواستعمال رجل واحدة لضرب أحد اللاعبين الذين يقومون بمناوشته , ويجب على هذا اللاعبإن أراد إصابة الهدف وهو الخصم أن يكون في كامل تركيزه ,ويتميز بالسرعة في تلقينالضربة , وعند إصابة الهدف يقوم مقامه اللاعب الذي ضرب ليلتحق ببقية اللاعبين .
تلعب هذه اللعبة في فضاء مغلقعلى شكل دائرة وفي أوقات الفراغ عند مروح الإبل أو عشية النهار أو في المناسبات ,خاصة منها الأعراس ,ويستحسن الشباب لعبها أمام النساء لإظهار قوتهم وبراعتهم . وغالبا ما كانت الضربات التي يتلقها بعض اللاعبين تؤذي بهم إلى إصابة خطيرة ممايؤذي بهم إلى نزاعات قبلية .3
تعتبر لعبة "أردوخ"منالألعاب التي تنمي الجانب العضلي تحتاج إلى القوة والبراعة والخفة وتكاد تكون هذهاللعبة أشبه بالمصارعة اليونانية حيث تقام مجرياتها عادة في جو يسوده التشجيعوالحماس وعلى حلبة يؤثثها فضاء الصحراء بشمسه الحارقة ورماله الذهبية .
تبدأ اللعبة بمحاولة اللاعب شدخصمه إليه وإدخال رأسه تحت إبطه وإحكام الساق بالساق من أجل تثبيته وبالتالي إسقاطهوعند نجاح اللاعب في إسقاط الخصم تسجل نقطة على الخصم.4 وتعتمد لعبة "أردوخ "علىالقوة والرشاقة والتحكم في الخصم وعلى اللاعب أن يكون فنانا في الدفاع و الهجوم ,وعادة لا يغامر في اللعب إلا المتخصصين "وللي ذراعو متين" أي القوي حسب الحسا نيين .
يبدو أن المجتمع الحسانيالأكثر تأثرا بالظروف المحيطة به و الأكثر ارتباطا بها مما جعله ينتج مجموعةألعاب.هذه الأخيرة لا تقتصر على جيل بعينه أو جنس محدد, وهي جسر يتقاطع فيه الماضيبالحاضر ليضمن الاستمرارية محافظة بذلك على طابعها الشعبي. وتعتبر لعبة "كبيبة" منالألعاب الشبابية في الصحراء تنتشر في هذا الوسط بشكل كبير وتعود تسميتها إلى أصل "الكبة" وهي على شكل كرة متوسطة الحجم يتم صنعها من وبر الماعز أو صوف الغنم أثناءغزل الصوف.
تلعب "كبيبة " بشكل جماعي حيثينتظم اللاعبون في فريق يتكون من أربعة أشخاص فما فوق.يحمل لاعبو الفريق الأوللاعبي الفريق الثاني على ظهورهم وهم يشكلون دائرة .يقوم أعضاء الفريق الثاني أيالمحمول برمي الكبة إلى بعضهم البعض , فإذا أسقطوها لاذوا بالفرار إلى "القام " أو "الكارة " وهو مكان يلتجأ إليه اللاعبون بعد سقوط الكرة من أجل النجاة والأمان ,محاولا أعضاء الفريق الأول ضرب احد أعضاء الفريق الثاني بالكبة، وإذا لم يستطيعوافإنهم يعاودون الكر حتى ينجحوا والعكس صحيح . يتم لعب "كبيبة " في أماكن التقاءالأطفال خاصة عند الآبار حيث سقي الإبل أو الغنم أو في أماكن الرعي .وتعتمد هذهاللعبة على التركيز والسرعة, وتعلم الأطفال كيفية الركوب في انتظار مرحلة قادمة أيركوب الإبل و الخيل.5
-لز الإبل/ السلف :(سباقالهجن)
يعشق أهل الصحراء الإبل كعشقهمللمرأة والشاي والحياة، ليس فقط لأنها مصدر اللبن والوبر واللحم والجلد، ووسيلة حملوتنقل لا مثيل له ، ولكنها تشكل بالنسبة له أحد رموز الحياة والخصب على هده الحياةالصحراوية القاحلة ـ6ـ . واشتهرت الإبل بعدة صفات في مقدمتها صبرها على الجوعواحتمالها العطش حتى تجد الماء والكلأ. وأكثر من ذلك صبرها على حملها الثقيل أثناءالسفر في الصحراء ـ7ـ. وبالنسبة لأهل الصحراء فان النظرة وحدها في قطيع الإبل كافيةللقضاء على التوتر والقلق وإطفاء الغضب ... وشربة من لبن الناقة تشفي من المرضوالسقم والاكتئاب وكل التعب ، وتعيد القوة وتمنح للشيخ والعجوز والشاب القوةوالحيوية ـ8ـ
ونظرا لكون الإبل أكثر ارتباطا بإنسان الصحراء ولقيمتها ورمزيتها أقامالصحراويون : لز الإبل "أو" السلف في الصحراء الخالية ، وفي المناسبات الاجتماعيةكحفلات عقد القران والزفاف ويتم التقاء الإبل لخوض هذه السباقات التي يمتطيها "أفكاريش" أي الرجال الأقوياء الذين يجيدون ركوب الإبل . وهذه السباقات كثيرا ما تؤديإلى مشاحنات قد تأخد أشكالا عنيفة ـ9ـ
وقديما في المجتمعالحساني نجد مجموعة من العادات ارتبطت بهذا الإطار قد اندثرت اليوم انمحتمن الوجود ، وما تبقى منها إلا ذلك الحنين والبكاء على الأطلال. فلز الإبل أو "السلف" كان حاضرا كلما اجتمع شبان "الفركان" في المناسبات الاجتماعية كحفلاتالزفاف أو "التعركيبة" ... عندها يتم إخبار الجميع بان "أهل فلان عندهم السلف " ليكون الجميع على أهبة الاستعداد.
يقوم الرجال بإحضارجمالهم إلى حلبة السباق وتكون عادة هذه الجمال مهيأة ويضعون على ظهورها "الراحلة" وهي أداة تشد علي ظهر الجمل المدرب علي الركوب أو "الحوية"وأيضا " لمسامة" أو "لحرج"أو"اكورار" بالنسبة للنساء.
ويقام السباق فيجو يحدوه السخب والتشجيع والزغاريد من قبل النساء والأطفال ،وتتكلف النساء بحمل" البند" وتسليمه للمتسابق الذي استطاع التفوق علي بقية المتسابقين.
إلى جانب الرجالبرعت بعض النساء في مثل هذا النوع من السباقات وعلي سبيل المثال لاالحصر (الدرجالهة بنت علي ول عبد الله من قبيلة ايتوسى) التي تجيد ركوب الإبلوتنافس الرجال. وكان القصد من "لز الإبل" الافتخار وإظهار القوةوإثارة
غيرة(الطافلات ولكهولة).10
وأبدى"علي صل" وهو مستكشف فرنسي إعجابه بروعة تلك السباقات وبكفاءة المتسابقين وبسرعةجمالهم ومهارتهم في القيام ببعض الحركات البهلوانية على ظهور الجمالوهي تجري بسرعة خارقة.11
الألعاب الذهنية
- لعبة اكرور :
إلى جانب لعبة السيك أشهرالألعاب الذهنية في الصحراء ، اشتهرت كذلك لعبة " اكرور" خاصة عند الموريتانيين. وقد عرفت أيضا باسم "أم احميديش". وهي عبارة عن لعبة ذهنية وجسمية معا لأنها تتطلبتركيزا عقليا أثناء استعمال اليدين والبصر. وقد لعبها الحسا نيون بدورهم في الصحراءمند القدم، ولم تكن حكرا على البعض بل كان الكل يلعبها أثناء الفراغ وأوقاتالاستراحة، وفي كل مكان.
وللعبها لابد منتوفر أحجار صغيرة مدورة. وعادة ما يكون عددها سبعة وسابعها كبير الحجم ويسمى "الأب " والستة الباقية تسمى "الأولاد". وسير هذه اللعبة كالأتي يلقي اللاعب بالأب إلىالأعلى راميا الأولاد على الأرض ويرفع يده لالتقاط الأب قبل وصوله التراب، ويتطلبذلك مهارة خاصة في الالتقاط ثم يرميه إلى الأعلى ويلتقط الأولاد اثنين عند كل رميةللأب ثم ثلاثة ثلاثة، ثم تدخل اللعبة مرحلة أكثر تعقيدا حين يلتقط اللاعب الأب علىظهر يده بعد تصفيف الأولاد تصفيفا خاصا والتقاطها فرادى ومثنى وثلاث وجميعها، وتبطلاللعبة سقوط الأب التراب، وتسمى الدورة الأولى من هذهاللعبة"الدكسى".
يقوم ابن احمد يورة :
بكاء حمامات تغنين بالامسي ترد قلوب المدعوينإلى الدكسى
ويقوم المثل الحساني في هذا الصدد : " الدنيا كاع ألا كرور لعبة وتفوت".
هكذا إذن تشكلالألعاب الشعبية إرثا اجتماعيا ارتبط بجذور الشخصية الإنسانية والمقوماتالحضارية للمجتمع الحساني مارسها بصدق، كما أن فضائلها عمقت فيهمروح التعاون وروح الجماعة، وهذه الألعاب الشعبية ارتبطت منذ القدمبالذاكرة الجمعية، غير أن حداثة وسائل التسلية قد تجعل من بقاءهذه الألعاب امرأ مستحيلا. |
|
الشافعي الصحراوي
الــــجــنـس : الــعــضــويـة : 01 الـمساهمات : 4623
| موضوع: رد: الألعاب الشعبية في ثرات الصحراء السبت 02 أبريل 2011, 18:53 | |
| | |
|
الامبراطور
الــــجــنـس : الــعــضــويـة : 02 الـمساهمات : 712
| موضوع: رد: الألعاب الشعبية في ثرات الصحراء الثلاثاء 01 نوفمبر 2011, 22:51 | |
| | |
|
عبد الواحد
الــــجــنـس : الــعــضــويـة : 11 الـمساهمات : 199
| موضوع: رد: الألعاب الشعبية في ثرات الصحراء الأحد 29 يناير 2012, 22:28 | |
| | |
|