الصياتة
باب من علم اللسانيات يُـعنى بالأصوات المستخدمة في التخاطب. ولعل
الحسانية هي أحوج "اللغات" إلى البحث في صياتة كلماتها؛ لأنها تتميز عن
غيرها بسرعة تغيير معنى الكلمة جذريا عندما يتغير صوت أحد أحرفها. فالراء
في العربية مثلا لا يـُـحدث أي تغيير في معنى الكلمة مهما غيرتَ طريقة
نطقه؛ فـ "الدرب منير" سواء كانت الراء غليظة أم رقيقة.
نفس الشيء بالنسبة
للغات اللاتينية فالحرف R في Radio لن يحيل إلا إلى المذياع سواء كان
غليظا أو رقيقا أو "مُـدَوّرا" كما يقول الفرنسيون في نطق بعضهم: "غاديو".
بينما يتغير المعنى تماما في الحسانية عندما يتغير نطق الراء في الكلمة؛ فـ
"لحمارْ"، براء غليظة، هو الحيوان الداجن المعروف، و"لحمارْ"، براء رقيقة،
هو المحاكاة. كذلك "رَبِّ"، براء غليظة، فهي تعني إلهي، أما "ربِّ"، براء
رقيقة، فهي تعني التبطيئ في المشي مثلا. كذلك فـ "مَرْ"، غليظة، تعني ضلَ،
و"مرْ"، رقيقة، تعني هزأ ولعب.
ومن أوضح الأمثلة:
"كــَـرْكــَـرْ"، براءين غليظتين، تعني دق أو أحدث صوتا، فيما تعني
"كركر"، براءين رقيقتين، قهقه. نفس الشيء بالنسبة لحرف الباء؛ فـ "بَاش"،
بباء غليظة، هو غطاء الأعرشة والشاحنات (كلمة مُـحَسـّـنة حديثا)، أما
"باش"، بباء رقيقة، فهي للسعر
