أين وجهاؤنا عما يفعله سفهاؤنا

مامن أمةٍ من الآمم,ولا قومٍ ولا قبيلة,ولا مجتمعٍ من المجتمعات سواء صَغُر أو كَبُر,وعلى مَر العصوروالآزمان إلا ويختص كلٌ منها بما يمنحه الله عز وجل من شرفاء وحكما وعقلاء وأحرار!

وإن اختلفتْ أديانهم,وأهوائهم, فهم الوجهاءُ الذين يُقننون ويسددون

وبين أقوامهم يشرِّعون,وهم الذين يضربون على يد السفيه منهم!

وعلى يد الطائش الجائر المعتدي,والعابث بقيم وسلوك مجتمعه إما عن طريق النصح والاصلاح والردع,وإما عن طرق الشرع والسلطان!!!

وما أعظم حين يكون هؤلاء الوجهاء مسلمين,فيجتمع الرشد والدين

وتجتمع الحكمة والشرع الاسلامي المطهر,فيكتمل العدل والصلاح.

وأجزم أن أمة الاسلام تختص بالنصيب الآوفر من بين الآمم قاطبة

ويأخذ المجتمع السعودي الكريم نصيب الآسد من هذا,لخصوصية

التعليم الشرعي الذي يتلقاه وقوة تأصيله,بين الكتاتيب والتعليم الحكومي,ولإمتداد العادات العربية الآصيلة المنبعثة من القواعد الاسلامية المتوارثة عن السلف الآجداد إلى الخلف الآحفاد!

إن وجهاء المجتمع السعودي النبيل الآحرار قادرون بإذن الله على إصلاح مجتمعهم كل في محيطه القريب,حين يشمرون لهذا الآمر

الهام جدا...الذي أصبح الإخلال به في أصغر قرية متعد الضررإلى

البلد الكبير-سيما أن العالم غدا كقرية واحدة..فكيف بنا هنا؟

إن الدعاة والخطباء والوعاظ المؤهلين,يُعدون من الوجهاء,فأين دورهم القوي من سفهاء الصحافة والقنوات الفضائية,وسقط الممثلين؟فلست أرى أن خطبةً من على منبر الجمعة,أو محاضرةً في مسجد جامع كبير,أوكلمةً وعظ في مكان ما-كافية لمثل هؤلاء!

بل يجب الولوج إلى صانعي القرارات الإعلامية,في مكاتبهم لحثهم على فعل الخير,ونصحهم لما ينفعهم وينفع بلدهم الكريم,ومحاولة الالتقاء بالممثلين والمخرجين والصحفيين,فلعل كلمة صادقة تخرج من القلب توقر في القلب!

ولاريب أن الشرفاء من التجار والآدباء والمعلمين وعُمد الآحياءهم من وجهاءهذا المجتمع ويتحملون عبئا كبيرا,ومسؤولية تجاه مجتمعهم وهم من النُخَب التي تلتقي بالمسؤولين,إما بالعلاقات الرسمية أو عن طريق المعرفة الشخصية,والتي من خلالها تصل الرسالة الى المسؤول,الذي هو وبلا شك من أحرص الجميع على قيم وثوابت وسلوكيات هذا البلد العظيم..لكنه كثيرا ما يكون في مهامه الرسمية مشغول بما قد يكون أولى وأهم لمصلحة الآمة والوطن!

ومن البديهي أن أي مسؤول صادق أمين, وفي أي مرفق من مرافق الدولة-يتمنى أن يسمع أنّات المواطن وهموم المجتمع,وزفرات الحائرين,وألام وأمال وتطلعات الناس...لعله يستطيع أن يقدم لهم شيئا حسب النظام الرسمي المؤسَس على ضوابط الشرع الحنيف!

ولو أن وجهائنا بحثوا عن سفهائنا لوجدوهم,ولحاوروهم ولوصلوا إلى نتائج إيجابية تقطع أو تحد من هذا العبث الصبياني الشيطاني الذي ينهش في العقيدة والثوابت والمثل والقيم الحميدة!

إن سفهائَنا بعيدون كل البعد عن مواطن الخير بين شرائح المجتمع,فهم ينأون عن المساجد وحِلَق الذِكْر وأماكن الوعظ ومجالس النبلاء الشرفاء,ولايكاد أحد يراهم إلا وهم داخلون أو خارجون بين أستوديوهات ومواقع التسجيل والتصوير,أو في دهاليز الصحف الورقية ومكاتبها!

وهذا يعني أنهم لايسمعون الخطبة المنبرية,أو الكلمة الوعظية,أو النصيحة الصادقة المفيدة,لإنشغالهم بما هم فيه من طيش وعبث!

بيد أن وجهائنا لايُعذرون أبدا عن البحث عنهم ومناصحتهم بطرق مباشرة وغير مباشرة,ولايُعذرون البتة عن إيصال رسائل مجتمعنا الكريم النقي إلى القادر بإذن الله على إيقاف السفهاء عند حدودهم!

بارك الله فيك على المساهمة

وبارك الله فيك نت كذلك